کد مطلب:335777 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:236

الوجه الصحیح فی حدیث صلاة الخلیفة أبی بکر، أبوبکر فی مرض النبی
السید البدری: أقول إن الصحیح المتواتر بین الفریقین السنی والشیعی

معا أن النبی صلی الله علیه وآله أخر الخلیفة أبا بكر من تلك الصلاة وصرفه عن إمامة المسلمین لأنه خرج بعد سماعه بتقدم أبی بكر یتهادی بین علی والعباس مع ما فیه من ضعف الجسم بالمرض، الأمر الذی لا یتحرك معه العاقل إلا فی حال الاضطرار، لتدارك ما یخاف بفوته حدوث أعظم فتنة فعزل النبی صلی الله علیه وآله أبی بكر عما كان تولاه من تلك الصلاة كما نطقت به صحاحكم ویدلك علی تقدمه للصلاة لم یكن بأمر من النبی صلی الله علیه وآله فی شئ وإنما كان الأمر صادرا من ابنته السیدة عائشة ولم تكن تلك الصلاة إلا صلاة الصبح لا غیرها. ویرشدك ویدلك علی ذلك یا أخی ما أخرجه الحافظ الكبیر الإمام مسلم فی صحیحه [1] .

وأنقل لك هذه الروایة عن عائشة أم المؤمنین (رض): (قالت: لما ثقل رسول الله صلی الله علیه وآله جاء بلال یؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فلیصل بالناس، قالت: فقلت: یا رسول الله! إن أبا بكر رجل ألیف، وإنه متی یقم مقامك لم یسمع الناس فلو أمرت عمر! فقال: مروا أبا بكر فلیصل بالناس! قالت: فقلت لحفصة قولی له إن أبا بكر رجل ألیف، وإنه متی یقم مقامك لا یسمع الناس فلو أمرت عمر!



[ صفحه 100]



فقالت له فقال رسول الله صلی الله علیه وآله إنكن لأنتن صویحبات یوسف مروا أبا بكر فلیصل بالناس! قالت فأمروا أبا بكر یصلی بالناس. ثم أخی الكریم لماذا تحاول ربط مسألة الصلاة بمسألة الخلافة. لو فرضنا جدلا صحة حدیث عائشة أم المؤمنین وغضضنا النظر عن تلك الوجوه التی ناقشتها الآن. ومع كل ذلك فإن الأمر بالصلاة خلفه لا یوجب للخلیفة أبی بكر الإمامة العامة علی المسلمین لعدة أسباب منها: أولا: لقد اتفق أئمة السنة والحفاظ عندكم علی أن رسول الله صلی الله علیه وآله صلی خلف عبد الرحمن بن عوف علی ما نقله لنا ابن كثیر فی تاریخه [2] .

وهذا شئ لا یختلف فیه أحد فلم یوجب فضلا لعبد الرحمن بن عوف علی النبی صلی الله علیه وآله ولا یقتضی ذلك أن یكون إماما واجب الطاعة علیه صلی الله علیه وآله وعلی غیره من أصحابه. فكما أن صلاة النبی صلی الله علیه وآله خلف عبد الرحمن بن عوف لم توجب له الإمامة علی رسول الله صلی الله علیه وآله ولا علی غیره من الناس، فكذلك لم توجب صلاة أبی بكر بالمسلمین إمامته علیهم. ثانیا: لا خلاف بین الفریقین السنی والشیعی فی أن رسول الله صلی الله علیه وآله قد استعمل عمرو بن العاص علی الخلیفتین أبی بكر وعمر وجماعة المهاجرین والأنصار، وكان یؤمهم فی الصلاة مدة إمارته علیهم فی واقعة ذات السلاسل علی



[ صفحه 101]



ما نقله لنا ابن كثیر فی تاریخه [3] فلم توجب صلاته فیهم [4] إمامته علیهم ولا فضلا علیهم، لا فی الظاهر ولا عند الله تعالی علی حال من الأحوال. فكذلك الحال فی صلاة أبی بكر فیهم لا توجب إمامته علیهم ولا فضلا علیهم. ثالثا: وهذا البخاری أصدق صحیح عندكم یحدثنا فی صحیحه [5] عن ابن عمر قال: (لما قدم المهاجرون الأولون (العصبة موضع بقبا) قبل مقدم رسول الله صلی الله علیه وآله كان یؤمهم سالم مولی أبی حذیفة وكان أكثرهم قرآنا) فكما أن إمامة سالم مولی أبی حذیفة للمهاجرین الأولین، لم توجب له فضلا ولا الإمامة العامة علیهم ولم تقض له بخلافة الرسالة المحمدیة، فكذلك إمامة أبی بكر للصلاة بالمسلمین، لم توجب له فضلا، ولا الإمامة العامة علیهم، ولم تقض له بخلافة الرسول صلی الله علیه وآله. رابعا: عتاب بن أسید أحق بالخلافة من الخلیفة أبی بكر. لماذا؟! لأن الذی قدمه الرسول صلی الله علیه وآله یصلی بالناس حین فتح رسول الله مكة والرسول مقیم فی مكة، وأبو بكر معه یصلی خلف عتاب بن أسید فقدمه رسول الله صلی الله علیه وآله یصلی بالناس فی المسجد الحرام من غیر علة ولا ضرورة دعته إلی ذلك



[ صفحه 102]



وهذا بإجماع الأمة. فكان رسول الله صلی الله علیه وآله یصلی بالناس الظهر والعصر. وعتاب بن أسید یصلی بالناس الثلاث صلوات بإجماع الأمة. وبإجماع الأمة أن المسجد الحرام أفضل من مسجد المدینة ومكة أفضل من المدینة ویلزم فی النظر أن من قدمه رسول الله صلی الله علیه وآله فی المواطن الأفضل من غیر علة أفضل ممن قدمه فی مسجد هو دونه فی الفضل مع ضرورة العلة فتأمل یا أخی؟!


[1] صحيح مسلم: ج 1 باب (استخلاف الإمام إذا عرض له عذر) كتاب الصلاة.

[2] البداية والنهاية: ابن كثير، ج 5، ص 22.

[3] البداية والنهاية: ابن كثير، ج 4، ص 273.

[4] راجع في ذلك إمامة عمرو بن العاص في الخليفتين أبي بكر وعمر تلك المصادر 1 - السيرة الحلبية: الشافعي، ج 3، ص 19، وراجع أيضا تاريخ الخميس: ج 2، ص 82، والدحلاني في ص 11 من سيرته بهامش الجزء الثاني من السيرة الحلبية.

[5] صحيح البخاري: ج 1، ص 89، باب (إمامة العبد من أبواب صلاة الجماعة من كتاب الآذان.